رورو المدير
عدد الرسائل : 431 العمر : 36 منتدى البرنس : رورو العمل/الترفيه : انترنت المزاج : على زوئك انتا تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: لماذا غابت البرامج الفنية عن الفضائيات اللبنانية ؟ 12.09.08 11:19 | |
| إيمان إبراهيم - بيروت: اعتادت الفضائيات اللبنانية كل عام أن تصوم خلال شهر رمضان عن البرامج السياسية، في بلد اصبحت فيه السياسة قوت المواطن اليومي، حيث تنوب البرامج الكاريكاتيرية الساخرة ، في التعويض عن غياب السياسيين عن الشاشة الصغيرة، من بوابة التهريج تحت شعار شر البلية ما يضحك، غير أن اللافت هذا العام، كان غياب البرامج الفنية التي كانت عنصر الجذب في الفضائيات اللبنانية العاجزة عن المنافسة خصوصاً في المجال الدرامي. فلا برامج فنية لبنانية هذا العام، ولا برامج عربية تصوّر في بيروت كما دأبت عليه العادة، على الرغم من الوضع الأمني المستقر في العاصمة اللبنانية الذي أنتج صيفاً صاخباً لم تشهد بيروت مثله منذ سنوات.
ألعاب ومسابقات فلماذا غيّبت البرامج الفنية في وقت استعادت بيروت عافيتها وعادت ملتقى للنجوم العرب؟ ولماذا استعيض عن تلك البرامج ببرامج الألعاب والمسابقات التي عادت لتجتاح الفضائيات اللبنانية كما كان عليه الوضع منذ سنوات؟ معلومات أكّدت لـ "القبس" أن إقلاع الفضائيات اللبنانية عن إنتاج البرامج الفنية سببه ارتفاع تكلفة هذه البرامج ووقوعها في الخسائر على مدى السنوات الماضية، بعد عجز الإعلانات عن تغطية ميزانية البرامج العالية نتيجة مبالغة الفنانين في طلب مقابل مادي ضخم للموافقة على استضافتهم في البرامج التلفزيونية.
قضية شائكة فخلال العام الماضي، قامت محطة "روتانا موسيقى" بعرض برنامج "محطة خمس نجوم" الذي وفرت له كل عناصر النجاح، من استقطاب الدكتورة هالة سرحان العائدة آنذاك بعد قضية شائكة وهجوم كاد يقضي على مستقبلها الإعلامي، فضلاً عن نوعية الفنانين الذين استقبلتهم في برنامجها، وجلّهم من نجوم روتانا الصف الأول، غير أن البرنامج وقع في خسائر لم تخفها القناة نفسها، مع الأجور الخيالية التي تقاضاها بعض النجوم لقاء استضافتهم في البرنامج، ما أدّى إلى غياب البرامج الفنية عن خارطة برامج شهر رمضان على قناة تسير في ركاب شركة إنتاج تضمّ أهم النجوم العرب.
متطلبات النجوم أما محطة "الجديد"، فقد استعاضت عن البرامج الفنية ببرنامج مسابقات يقدّمه الإعلامي الوافد إليها حديثا طوني خليفة، بعد فشله في استقطاب نجوم الصف الأول في رمضان الماضي، في برنامجه "الفرصة"، حيث لم تكن ميزانية البرنامج تتحمّل عبء استضافة نجوم يتقاضى بعضهم ما يقدر بميزانية برنامج بكامله. تلفزيون "المستقبل" لم يطرح نفسه يوماً كمنافس جدّي في مجال البرامج الفنية منذ أن تخلّى عن مبدأ احتكار الفنانين لمصلحة محطّات اتخذت على عاتقها مهمّة صناعة النجوم، غير أنه بدا مستغرباً تخلّي المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC عن هذا الدور، من خلال عزوفها عن طرح نفسها كمنافس جدّي، واكتفائها قبل سنتين بعرض برنامج "هذا أنا" الذي كان الإعلامي طوني خليفة يقدّمه عبر شاشة "نجوم" في دبي، وغيّبت نفسها عن دائرة المنافسة منذ سنتين، وهي الخبيرة في متطلبات النجوم التي أرهقت ميزانية برامجها الفنية، خصوصاً برنامج "ستار أكاديمي" الذي غيّب أكثر من نجم عربي بسبب عجزه عن تغطية نفقاتهم المبالغ بها.
علامة استفهام وبعيداً عن الفضائيات اللبنانية، يبدو أن تغييب البرامج الفنية امتد إلى المحطات العربية، ومنها محطة MBC التي تحمّلها بعض الفضائيات مسؤولية رفع أجور الفنانين إلى الحد المبالغ به، الأمر الذي أوقعها في خسائر مع برنامج "العراب" الذي كان يستضيف نجمين من الصف الأول في كل حلقة، في تجربة تركت أكثر من علامة استفهام حول الميزانية المرصودة للبرنامج، وحول ما إذا كانت المحطة ستكمل في البرنامج بعد تجربة لم تثر الاهتمام إلا في الحلقات الأخيرة. إذن يبدو مستغرباً غياب البرامج الفنية عن عاصمة الفن العربي بعد عودة الاستقرار إليها، غير أن قراءة متأنية في متطلبات النجوم، تدفعنا إلى طرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل هذه البرامج التي أصبحت من أكثر البرامج تكلفةً بما لا يتناسب مع مردودها المادي، فهل يعي الفنانون خطورة المغالاة في متطلباتهم المادية التي لم تغيّبهم عن الساحة التلفزيونية فحسب، بل كانت السبب في إفشال أكثر من مهرجان عربي وإلغاء أكثر من حفل هذا الصيف؟
| |
|