الفتوحات العربية

[size=16]منذ فجر التاريخ، وعجلة الحياة تسير أحياناً نحو السلم، وأحياناً نحو الحرب، مما يبين أن الإنسان يسعد تارة وينعم بالاستقرار، ويكابد تارة من لظى نار الحروب الظالمة التي تشن من أجل المنافع والمصالح الذاتية لقوم أو لآخرين. والحروب الظالمة تقع في ضمن الإطار العدواني، إذ أن للحرب بمنهجين، أحدهما هجومي والآخر دفاعي. والدفاعي عادة يكون موجهاً لرد عدوان، أو نشر العدل، وتثبيت الكرامة لشعوب ترزح تحت نير الاستعباد، وفي هذا الإطار، تقع الحروب الإسلامية التي جرت بعد عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذا والحروب ككل تأخذ أشكالاً أو زوايا مختلفة، منها الواقعة الصغيرة، أو المتوسط، أو الكبيرة التي تنقلب إلى معركة فاصلة، تتميز باستماتة أحد الطرفين المتخاصمين وإصراره على الفوز. ومعركة القادسية، التي يتحدث عنها هذا الكتاب، تأتي في إطار المعارك الفاصلة، التي أدت إلى تغيير في المجرى التاريخي للأحداث، وإلى التأكيد على أهمية الإيمان والمبدأ، والفهم لهدف الحياة، في الحصول على النصر. كما وبينت هذه المعركة بأن التعالي القائم على الاستبداد، والاستغلال، والقهر للشعوب يتزلزل مع قوة الحق والعدل، التي تتفق مع سنن الحياة. وبالرجوع إلى مصادر وطريقة البحث نجد أن الباحثة قد استقت مادة دراستها من مصادر تاريخية هامة تتركز جوهرياً على تلك المعركة، إضافة إلى مصادر أخرى في الفكر الإسلامي لتدعيم نقطة أو أخرى، أو جهة نظر هنا، وأخرى هناك. وبالنسبة لطريقة البحث، عنت الباحثة بكل الأحداث المتعلقة بالمعركة بعد تناول موضوع الأحداث التاريخية التي تضافرت لتؤدي إلى تلك المعركة الفاصلة. وهذه الدراسة المدونة بأسلوب تحليلي قصصي هي الرابعة في سلسلة الفتوحات العربية التي تتحدث عن المعارك والغزوات التي جرت في العهد التأسيسي للإسلام والمسلمين في شبه الجزيرة العربية. [/size]